مصر الأصيلة

مصر الأصيلة

مصريولوجي
الي من يهمه الامر نحن المصريون نعتقد وبشدة في اننا دائما علي حق واننا نعلم اكثر من غيرنا كنتيجة لكثافة وكثرة ما مررنا به من حقبات تاريخية تكتظ بالتجارب الغريبة احيانا والمؤلمة في احيان كثيرة وعلي الرغم من أننا قد تأخرنا كثيرا عن ركب مسيرة التقدم التكنولوجي الا أننا لازلنا نعتقد بأننا من أفضل العناصر التي انجبتها البشرية ولنا دائما رأي في كل شئ سواء كنا بنفهم فيه أو كنا مجرد بنسمع عنه .
لغاية هنا ممكن نعتبر الكلام دة قابل للبلع والهضم وأنه اكيد في حاجات كتير زي كدة علي الكوكب ، لكن المثير حقا في شأننا نحن المصريون أو ما يمكن أن نسميه ” المصريولوجى ” إن صح هذا التعبير الممزوج بنكهة روح الفكاهة التي نشتهر بها ، المثير بالفعل اننا نبقي كلنا كدة برابطة المعلم بنشارك في رصد و تمحيص وفرز و تقييم كل كبيرة وصغيرة في كل القرارات والإجراءات العلمية والاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية الصادرة سياسيا وكأننا لدينا جميعا مخزون علمي وخبراتي يجعل منا خبراء محنكين سياسيا واجتماعيا واستثماريا ، و ليس هذا فقط بل يبادر الكثيرون بالخوض في تحليلات وتنبؤات لسيناريوهات أمنية و قومية وكأنهم عالمين ببواطن الأمور ودارسين للعلوم العسكرية والأمنية والاستراتيجيات الحربية.
ايها السادة ، إن لسان حال الوطن يقول بل يهتف ويصيح ” لا ” للوطنية المزعومة المتأججة بشرارات الفتنة والمعجونة بالهتاف السلبي و الانماط التفاخرية والاعتراض الغير منطقي والانتقاد المرضي الغير مسبب أو المنسوب الي ظروف وقتية ومتغيرات لحظية أو لمرجعية خارجية تهدف إلي الهدم وليس البناء ، ” لا ” للافتاء بغير علم والجدل العقيم ، لا للتدخل والتداخل مع المتخصصين والخبراء والمسئولين الذين تم تعيينهم للقيام بالمهام التي تتطلب دراسة علمية متخصصة وخبرات متنوعة في مواقع متعددة ، و مرة اخري ، لا للافتاء بغير علم ، لا للتحريض علي رفض وانتقاد كل قرار دون الإحاطة الحقيقية بمسبباته والهدف الاستراتيجي منه طالما أنه صادر من مسئول قد يكون غير مقبول لدي من يعترض.
في المقابل ينتظر الوطن منا أن نقول نعم للتعليم الحقيقي الذي ينتج مواطنا فاخرا علميا وادبيا ،ونعم للمعايير الدقيقة في اختيار كل من سيكون له دور مسئول ضمن منظومة الإدارة المصرية ونعم للعمل المخلص الدؤوب والأداء المحترف و الانتاج من أجل زيادة معدلات النمو الاقتصادي و نعم لكل الاتفاقيات التي تدعم قدرتنا علي المنافسة العالمية دون أن نخسر اي من مقدراتنا التاريخية نعم لمجتمع يتنافس افراده علي التميز وتحسين مستوي معيشتهم وارتقائهم الاخلاقي والثقافى ونعم ايضا لتحقيق موقع متقدم في قائمة الدول المسيطرة علي اقتصادات العالم .
ايها السادة ، سيأتي يوم تعبر فيه الحقائق عن كل ما ردمه غبار الاحداث الغريبة وكل ما حجبته اتربة غارات الفساد والاعوجاج و الارهاب والجنوح البشري عن ابصار من لم تقبل عقولهم ولا قلوبهم افعال اراذل البشر ممن يرتدون البسة الغني الفاحش و الجاه المزيف وعقائد الهدم و التكفير والتدمير سيأتي اليوم الذي يسمع فيه الجميع صيحة الحق.
ان مسيرة النمو والتنمية القفازة التي تتميز بها الانطلاقة المصرية الحالية بجب ان تدعمها جهود مدنية وحكومية كبيرة لتقديم حلول غير نمطية لازالة الخلط الكبير بين الترفيه والتنوير الثقافي والتواصل الاجتماعي، لان هذا الخلط يزيد من الفجوة الاتصالية بين من يقودون جهود الدولة وبين المجتمع باطيافه وشرائحه المختلفة ، الامر الذي يجعل مجتمعاتنا صيدا ثمينا للهجمات المخططة و الشرسة التي تعمل ليل نهار علي اضعاف قدراتنا الفكرية والعملية علي التمييز والتقييم وحسن الاختيار بل وجودة القرار وذلك بسبب الاداء الاستاتيكي في منظومات الاعلام والثقافة والتعليم والذي يزيد من احتمالات تعرض المجتمع لغارات و حملات من يرغبون في صناعة مستقبلنا بصورة تتوافق مع ما يريدون هم وليس ما يريده المصريون لأنفسهم.
ان ما يمر به الوطن في الآونة الاخيرة في كل شبر من اراضيه يبرز وبشدة حاجتنا لعودة الاعلام لمكانته الطاهرة المؤثرة ايجابيا المسماة بالسلطة الرابعة وتعود الصحافة بمصداقيتها وتوجهاتها الراقية الي مكانتها وهيبتها كصاحبة الجلالة لان العمود الفقري للامان والنماء هو الصحافة النقية و الاعلام التنويري اللذان يهدفان الى تنقية المناخ الفكري و الاجتماعي والسياسي والاتصالي لضمان مزيد من المصداقية والفاعلية للقرارات والتطبيقات وجودة الاداء فى الجهات الرسمية والاهلية والهيئات الدولية والمحلية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية والاداء الشعبي الحضاري في الحياة العملية وعبر منصات التواصل الاجتماعي .
نعم لمواطن راقي يحترم الهوية الوطنية ويلتزم بحدود القانون ويشكل جزءا من الضلع الاول لمثلث التكامل المصري المكون من شعب وقيادة وجيش له تاريخ مشرف وجسور يواجه العنف والارهاب وقائد يحفز الشعب على مواجهة الفساد ونصنع معه حياة مستقرة آمنة وننعم بالعدل والنماء ونعم لإعداد دليل حديث ومتطور للمرجعية العامة والتقييم المستمر للأداء الحكومى والخاص ومنهجية العمل وقواعد وأليات التنفيذ ومعايير الرقابة والتقييم والتصميم المحترف والموجه لورش التأهل للقيادات فى اطار برنامج عمل يومى هادف ، نعم لإستحداث وإمتلاك أدوات إعلامية وعلمية ومهنية وتنفيذية حديثة ومرنة ومتطورة وتوظيفها فى ربط البرنامج الوطنى العام والأنشطة اليومية والأسبوعية والشهرية والفعاليات السياسية بالأولويات الشعبية والحلول الحقيقية وتحقق الأمان والإستقرار العام مع ضرورة العمل بالموارد البشرية القادرة على الإنجاز وليس فقط الكوادر الطيعة سواء من المسئولين عموما أو المرشحين لشغل أى موقع قيادى أو إنتخابى لتمثيل اى جهة وطنية فى كل مستويات الدولة بدءا من العاملين في مستويات المؤسسات الرئاسية والنيابية والحكومية والوزارية والعلمية والثقافية والإقتصادية وقوي الإنتشار الشعبى في حالات الحوادث والأحداث المفاجئة بالتكامل مع كافة الجهات الحكومية .
انها مصر ايها السادة فلاتبخلوا عليها بان تعيروا اسماعكم لكل الافكار الجديدة وحتى التذكرة بالافكار السابقة ، انها مصر التى يختلف فيها البعض من اجل قيمتها التى يتبارى علي ابرازها الجميع ، لذا لابد ان نعلن جميعا اننا نتفق كلنا على رفضنا لكافة صور الظلم والفساد والرجعية والتخلف والخيانة والارهاب من الداخل والخارج ، وذلك بنفس القدر الذى يجب ان نتفق به جميعا على وجوب الانتقال الفوري الى العالم الاول من اجل ان نعيش جميعا فى دولة أمنة متحضرة غنية هى مصر العالمية .

جريدة الجمهورية

4/3/2019