المزيد من التنوير

المزيد من التنوير

اولا وقبل أن نخوض في التفاصيل ارجو من كل من يقرأ هذا المقال أن يسأل نفسه هذا السؤال : ماذا تعرف بدقة عن أصل كل ما تسمع عنه أو تشاهده من أحداث هذه الايام؟؟ لاداعي للقلق ، انا سوف اساعدك …الإجابة انك لا تعلم اكثر من خمسة في المائة من الخلفيات والحقائق التاريخية لأي موضوع تخوض فيه بأرائك ووجهات نظرك وتحليلاتك التي قد تأتي من منابع غير مضمونة ومصادر غير موثوقة ومنابر إعلامية غير نقية وهذا في أغلب الأحوال الا ما ندر.
الحقيقة أن شعوب المناطق النامية تلهث بشغف وراء كل غريب و مثير و كثير و مباغت ومفاجئ ومتباين ولاذع وزاعق ، واضف انت من عندك ما تشاء من المسميات ولكن يظل السؤال أعلاه هو سيد الموقف فهل المتلقي النامي بهبهاني ام انه مردد بغبغاني ؟
ساسرد عليك علي سبيل المثال لا الحصر بعض مما يتم تداوله عبر الإعلام والرؤي الصحفية دون أن تلتفت إليه بينما يركز ذهنك علي النقاط التي تريد أن تعطيها أولوية في إدراك فقط ، وقل لي ماذا يمكنك فعله حيال ما ساورده عليك:
اولا : وفقًا لمؤشر التنمية البشرية ، فإن معظم الدول المتقدمة في العالم تقع في أوروبا وأمريكا الشمالية بينما لا تزال مساحات شاسعة من إفريقيا وآسيا متخلفة ( وبالمناسبة فإن أمريكا الجنوبية تقع في مكان ما في الوسط).
بالإضافة إلى مشاكل حجم السكان ، فإنه من الضروري بل يتعين على الدول النامية التعامل مع الضغوط السياسية التي تدور حول استخدام مقاييس النمو المستدامة بيئياً – وهي ضغوط لم تكن موجودة عندما كانت الدول المتقدمة حاليًا في طفرات نموها. لهذا فإنه من المهم أن تكون هناك خطوات سهلة للمساعدة في تطوير الدولة وتوجيه نمو دعم الشركاء الدوليين لها في المستقبل.
ثانيا : من الواضح ، أنه كلما قل عدد الموارد التي تستخدمها الأسرة المتوسطة ، قل الأثر البيئي للأمة. ثانيا : قد لا تتمكن البلدان النامية من شراء السيارات الكهربائية أو شبه الكهربائية ، ولكن يمكن لشعوبها توفير المال والأكسجين عن طريق استخدام السيارات وركوب الدراجات وإعادة استخدام أكياس البقالة.
ثالثا : العديد من أفقر بلدان اليوم لا تجمع إيرادات كافية لبناء رأس المال البشري والبنية التحتية والمؤسسات اللازمة للنمو الأقوى والحد من الفقر بشكل أسرع. في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ، على سبيل المثال ، فإن 15 من 45 دولة لديها عوائد تقل عن 15 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. علاوة على ذلك ، فإن بلدان أفريقيا بجنوب الصحراء الغنية بالموارد لديها إيرادات أكثر تقلبًا وأقل من البلدان الفقيرة بالموارد. حتى مع وجود منح وقروض أجنبية كبيرة ، فإن الإنفاق الحكومي من قبل البلدان النامية أقل منه في الاقتصادات المتقدمة. فمثلا في عام 2018 ، بلغ متوسط الإنفاق الحكومي في إفريقيا بدول جنوب الصحراء 23 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بـ 31.4 في المائة في البلدان المتوسطة الدخل وحوالي 39 في المائة في البلدان المتقدمة.
اخي القارئ الكريم
استطيع أن أؤكد انك لم تخرج برؤية واضحة عن نوع وحجم الدور المطلوب منك لدعم مسيرة التنمية في بلدك من خلال الثلاث فقرات الحقيقية السابقة.
الان يمكننا أن نتفاهم بل و نتفق علي بعض النقاط الواجب بل الضروري جدا تحقيقها علي الأرض والتي سبق أن ناديت بها عبر العديد من المحافل التي كنت اشرف علي فعالياتها أو ادير ورشها الفنية مثل مؤتمر تطوير الإعلام المصري في عام ٢٠١١ ومؤتمر الإعلام الاقتصادي العربي الاول عام ٢٠١٣ ومبادرة مصر أمان ونماء والتي انتقيت لك منها المعاني التالية:
ايها الشعب العربي لا تنتظر شيئا من انسان بدون ثقافة ولا نماء لهذا الانسان الذي ينمي وطنه، بدون أن تتم تنمية ثقافته ومن المهم ان نؤكد فهمنا لمبدأ أن ثقافة الفرد ترتبط بشكل كبير بثقافة المجتمع الذي يعيش فيه لذلك فان الجمهور العام يحتاج الى رعاية وتطوير وتحسين للذات الانسانية من خلال تعزيز قدراته علي استيعاب المتغيرات والمفاهيم المتعددة التي تطرأ علي المجتمع نتيجة التداخلات والتفاعلات مع مجتمعات اخري عبر الاعلام ومنظومات انتاج المحتوي الثقافي ، فالناس كلها مثقفون بصورة نسبية ونوعية ولكن كيف يجتمع الكل حول مفاهيم ومرجعيات تحكمها معايير واضحة ومقنعة للجميع حتي يمكن ان يحدث الانجاز بل ويعم على المجتمع ككل وينتشر الاعتقاد فيه والانتماء له وتبنيه والعمل على تحقيقه.
بصورة اكثر دقة فاني اذكر نفسي وإياكم بان مزيج الذات القومية الذي يمكن ان يلائم التغييرات الاقليمية والعالمية المستمرة يشتمل على عناصر اساسية مثل الضمير الجمعى والتراثي والعقل الجمعى والطموح البشري والقيم الانسانية والمرجعيات الوطنية التى تجمع الجماهير حول مفهوم نفسي ومنطقى عام تنتج عنه تغييرات وسلوكيات وردود افعال من المفترض ان تكون متناغمة ومتكاملة وليست متباينة.
يا ايها القارئ الكريم احرص على ان يكون لك دورا فى البناء وان تساهم بفاعلية فى تحقق النماء وابذل الفكر والجهد الحقيقي من اجل البقاء والرخاء ولا تترك نفسك لفضاء الحوارات وسفاهة النقاشات واناشد كمواطن غيور كل مسئول عن التنوير فى مصر والمنطقة العربية ككل ان يخلصوا العمل ويكثفوا النشاط ويصوبوا الجهود باتجاه تثقيف الجماهير وتاهيلهم لعملية التنمية المستدامة بتبسيط المحتوي الإعلامي والصحفي والعلمي والتعليمي والإسهاب في توضيح كل ما هو خلف الاحداث واعدادهم صغارا كبارا لفهم وادراك حجم واهمية ما يجري على الكوكب فى هذا الشان فكلنا جميعا نشكل اجزاء يجب ان تكون متكاملة فى جهودها لتحقيق التنمية المستدامة التي تنادي بها الحكومات بل والدول الأعضاء في الأمم المتحدة .
ايها السادة فلنتوقف جميعا عن سطحية الطرح وتكرار المشاهد وكثرة التنظير وكثافة التنويع فى التعبير عن احداث التغيير لان النتائج الخطيرة لعدم اصطفافنا جميعا وتكاتفنا وتكاملنا مع الجهود الرسمية قد لن نتحمل جميعا عواقبها لان ازدياد الفجوة الاتصالية للفكر والجهد ستؤدى حتما الى ضعف الايمان بحدوث التغيير الذي ينتظره الجميع بالفعل.
انني كمواطن يؤمن بالاستقرار والاستمرار في الاستثمار من أجل الحد من التهديدات والأخطار أؤكد انني اؤمن أيضا وبنفس المستوي بضرورة ان نستعيد الهوية والمكانه والكلمة والرؤية والريادة الانسانية ونريد ليس لمصر وحدها بل للشعب العربي كله وحدة الوجدان وصلابة البنيان العلمي والثقافي والاجتماعي ونريد اعلام يشحذ همة المصريين والعرب ويمنح الاطفال الرؤيه المستقبلية لشبابهم وللشباب مستقبل عطائهم وللحكماء ارضا تنبت فيها ازهار حكمتهم ونريد للمواطنينوان يزهوا بمصريتهم وعروبتهم ونتاجهم الحضاري الذي انار فجر الانسانية.
ايها السادة يجب أن نعمل جميعا ونصطف جميعا من اجل القضاء على الفقر والجوع والمرض والجهل والعنف والتطرف والاحتكار بنفس القدر المطلوب به تحسين جودة التعليم وامتداد مظلات التغطية الصحية وحصول الجميع على فرص للعمل والحياة الكريمة فلتحسنوا عملكم ولتخلصوا نياتكم ولتكثفوا عطائكم من اجل ذلك المستقبل الذي تحلمون به وتروجون له.


جريدة الجمهورية

18/10/2019