الكنانة والأمانة

الكنانة والأمانة

من يريد هدم مصر التاريخ والجغرافيا ؟ من يبتغي الإطاحة بالدولة المصرية محور ارتكاز الوجود العربي؟ من يحلم بعدم التواجد المصري المتوازن علي الساحة الدولية ؟ من يستهدف القضاء علي القدرة العسكرية المصرية حامية حمي المنطقة ؟ من يخطط لهدم البناء والتعمير المصري المتصاعد؟ من يتحالف مع قوي تحقدعلي الصمود المصري وسط عواصف الإبادة للأمم العربية؟ من يعمل لحساب أجهزة تحترف خلخلة الأنظمة الحاكمة؟ من يؤجج الاختلاف ليحوله الي خلاف وصراع دموي؟ من يمول صانعي الفجوات الفكرية؟ من يدير الحراك الخبيث ليوقظ الفتنة؟ من يسيطر علي الفئات الجاهلة و الغير مدركة لمدي خطورة المرحلة؟ من يتولي مسئولية تأليف واطلاق الاشاعات المغرضة؟ من يبتكرطرقا مستحدثة لانعاش قوى المعارضة لاى قرار ؟ من يتحمل مسئولية اشعال فتيل الحرب؟ من يحمي العناصر المتطرفة القادمة عبر الحدود؟ من يعترض على حالة السلم العام والامان العام وسلامة المواطنين؟ من يتقاعس عن كشف الحقائق والوقائع الارهابية والمسئولين عنها؟ من له مصلحة فى انهيار المجتمع المصري؟ من يقف مواليا للدمار ضد العمار؟ من يشخصن القضايا المصيرية ويضعها فى قالب محدود ؟ من لا يهمه ان يعيش آمنا في سربه ومعافا في بدنه ؟ من يستطيع تحمل حالة الدمار الحضاري والانساني التى تواجهها اكثر من دولة عربية؟ من سيحدد الدولة المضيفة للمصريين حال الانهيار لاقدر الله؟ من لديه استعداد لتوقف تعليم اكثر من ثلاثين مليون تلميذ وطالب فى كل المراحل التعليمية ؟ من سيسعده تغيير خريطة مصر؟ من سيهنأ بانقطاع المياه عن مصر؟ من سيعيش مستقرا اذا حصل الفلسطينيون على مساحة كبيرة من شمال سيناء وتمددت حينئذ اسرائيل وتضخمت؟ من سيحيا بعد فقدان الهوية المصرية؟ من سينتشي فخرا اذا تم هدم وطمس أثار الحضارة المصرية الممتدة لاكثر من خمسين الف سنة؟ من ومن ومن يحلم ويريد ويبتغي ويمول ويحمى ويتحمل تبعات عدم استقرار مصر؟
ايها السادة ، ايها المحللون ، ايها المفكرون ، ايها المعترضون ، ايها المختلفون حول كل القضايا ، انتبهوا واستفيقوا فلم يعد هناك وقت لاي تجارب غير مدروسة فكل من يعزي اسباب الخروقات والضربات الغادرة وغارات الهدم الثقافى و محاولات الخلخلة المجتمعية والحملات المضادة للحياة الآمنة والمبادرات الباغية وكتائب التفجيرالمستحلة وعناصر الفساد المستغلة ، وكل من يمولهم ويحميهم ويحلل ما يقومون به ويغطيهم ويؤمن لهم الحماية كي يستمروا فى العند وانهاك الجند واستعلاء الحكم بغية وقف البناء وتحقيق الفناء ، اكرر كل من يعزى اسباب هذه الرذائل والتبجحات وفجاجة الاقوال وشناعة الافعال، كل من يعزيها فقط الى القوى الماسنوية والصهيونية والاستعمارية الحاقدة والمغيرة والجالبة للدمار والهلاك والفناء واكرر كلمة فقط هذه الاطراف فاقول لهم انه لم يتم عبر التاريخ رصد اى استعمارعنيف غالب او غزو فكري هادم الا فى حالة واحدة اعراضها واضحة هي التصدع والتخلخل والضعف والسلبية والجهل المجتمعى الداخلي .
ايها السادة انتبهوا واستفيقوا فمجتمعنا المصري الاصيل يحتاج الى انعاش تنويري فوري ويحتاج الى اسلحة فكرية جديدة بنفس القدر الذي يحتاج به الى حقن علمي في الوريد ، اعينوا المصريين الصابرين الاصيلين المحترمين المتمسكين باكمال مسيرة العمار، اعينوهم كي يثبتوا فى معركة الهوية ضد الدمار، اعينوا خير اجناد الارض ليثبتوا فى مواجهة قوى الغدر والعدوان ، اعينوا القيادة المصرية كي تثبت وسط الغارات المتتالية أعينوا المصريين على ان يتحدوا فى مواجهة من يريد فناءهم .
ايها السادة لقد علمنا التاريخ ان قوة الاوغاد تنهار دائما على قمم الاوتاد ، فلنستفق جميعا ولندفع بقوى الثقافة والتنوير والاعلام والتعليم في انطلاقة تكاملية جديدة وابداعية مضادة تتولاها مجموعة عمل خاصة غير نمطية تعمل على إدارة الأزمة المصرية حضاريا وتهدف إلى التأثير على الوجدان العام بإتجاه انقاذ مصر ( بتطويرالخطاب الإعلامي ) و رفع مستوى الإدراك لخطورة الأزمة ( بتكثيف الوعى القومى ) وفهم حقيقة ما يحدث على أرض مصر من إرهاب بجميع أطرافه ( بابرازالحقيقة الغائبة ) وإستيعاب الدور الحقيقى المطلوب من المواطنين للخروج من الأزمة ( بالتوجيه المعنوى ) ونشر الحقائق التاريخية والأنية والتوقعات المستقبلية عن الجماعات المتطرفة ( بمنهجية اعرف عدوك ) والحشد الوطنى الايجابي العام ضد الإرهابيين والمتطرفين ( بايقاظ مفهوم المقاومة الشعبية ) والتوجيه الإعلامى الذكي واكرر الذكي للمواطنين لكيفية التعامل مع المرحلة والحوادث والإرهاب ( بحملة شعبية منظمة للقضاء على الإرهاب ) والتعامل الحذر مع المعلومات والأحداث والوقائع الإرهابية ( بضبط المنشور الإعلامى وتقنين عمليات النقل على الهواء ) وتثبيط الروح العامة للإرهابيين وإجهاض أى بوادر للتصعيد السلبى ( بتكنيكات النشر المضاد ) وتحويل الوقائع الإرهابية إلى مادة إعلامية ذكية شديدة التأثير لتبغيض الشعب فى التعاطف مع الإرهابيين ( بالتحول الى الإعلام الحربى ) وتحفيز المصريين حول العالم لرصد ومتابعة ومحاولة تعطيل الدعم الخارجى والداخلى للجماعات الإرهابية فى مصر (باطلاق المؤتمر المفتوح للمصريين للتواصل حول العالم) والترويج الإعلامى المكثف والتفصيلى ( بالتعاون بين السياحة والثقافة والاستعلامات والتعليم والاعلام ) عن سيناء وحلايب وشلاتين والبحرين الاحمر والابيض ونهر النيل والوادى الجديد والمدن المستحدثة كمناطق يجب تنميتها بصورة فورية وإنتقال الإستثمارات إليها وتعميرها وإشغالها شعبيا و سياحيا وثقافيا و المبادرة بتطويرها مدنيا ومجتمعيا لتكون واقيا طبيعيا من لجوء الإرهابيين لها للإختباء أو التدريب أو الإحتلال ( باساليب الإعلام التنموى ).
أيها السادة ان الوضع الراهن يحتاج الى الشفافية والجدية الجماعية والتحفيز العام بصورة علمية والبدء في الحصر الإعلامى لاهم معضلات الحياة المصرية فى ظل وجود إرهاب وإعلان خريطة إعلامية محددة لأهم المشكلات فى مصر التي يجب أن تعطى الأولوية لكيفية علاجها أثناء إدارة الأزمة العامة لمساعدة الشعب فى تخطى هذه الأزمة وجذب اهتمام الجماهير لحلها لإستفاقة المجتمع المصرى ككل ، وذلك بالإستعانة بجحافل العلماء والخبراء المصريين الغيورين على بقاء واستقرار ونماء مصر.
.ايها السادة مصر ارض الكنانة وشعبها وبقاؤها أمانة

جريدة الجمهورية

30/9/2019