الضمير والنفير

الضمير والنفير

اذا كانت السماء هي كل ما علي وكانت الارضين هي كل مادني وكانت نواتج الحروب هي كل مافني فان الحياة علي ارضك عبر العصور يامصر هي كل المني.
هكذا بدا لي بل راق لي ان ابدأ مقالي هذا ليعلم القاصي والداني ان الحياة في سلام علي ارضك يا مصر وان بغي عليك من بغي وشابك ما يشوب كل من عاني من البغي والعدا هي في الاصل وستظل غاية كل من ان يقدم روحه لها فدا.
ان هذه المقدمة المفعمة بمشاعر العشق هي اقل ما يجب ان يتم التعبير به عما تراه العين ويشهد له التاريخ من الحضارة والرقي اللذان التصقا بمصر صفة ومعني عبر ما نقلته الينا فرائد المخطوطات والجداريات التي تركها لنا كل من علي ارضها قد مات و فني ليخبر العالم اجمع انه من اجلها قد قدم الغوالي وكل ما بعد وكل مادنا.
ايها الشعب المصري العريق تذكر دائما ان ارضك التي خلقت وولدت ونشأت وترعرعت عليها وانت تري انك تعاني من بعض الضوائق او المحدثات التي تاتي بها سفن الطامعين تذكر جيدا ان اجدادك قد اقاموا الدنيا ولو تقعد وهم يواجهون غرائب العداء والاستعداء و عجائب الجحود والمارقين وكل من اراد للبشرية الفناء كي يحيا هو في حدائق كنوزها الغناء.
رايت فيما رايت من لقاء رئيس بشباب قومه وفرسان شعبه ما يطفئ جذوة حرارة وتاثير نيران الجحود و المكر والخديعة علي شعب عريق قد امتلأ صدره ويضيق بكل المكر الذي بات به يحيط كما رايت واستنشقت عبير التحام القلوب بالعقول وبدا لي طيفا ينير الدروب التي كانت ولازالت ظلمات ما تبثه انفاس الكارهين الحاقدين تعتم اجوائها.
ايها السادة تفكروا وتذكروا ان لحمة الوجدان واصطفاف القلوب قبل الابدان هي سبل النجاة و مقومات الحياة وان جل ما تحتاجه مصر في هذه المرحلة هو الشفافية والتقارب والاصطفاف حول من يقود مسيرة البناء وكل من يعمل علي تأمين الكساء والغذاء ويرفع البناء ليرقي في السماء.
لقد ايقظت ضحكات الحاضرين وقائدهم شعورا قد خبا بين الجماهير وجاءت بساطة الشفافية والتلقائية في اجابات الاسئلة لتشفي غليل من ارهقته المغرضات الباليات من الاشاعات الكاذبة واضحي العقل يعيد بناء بل ترتيب مفردات الحلم المصري باستعادة الحضارة والاستفاقة من غفلة حاول المغرضين فرضها علي من شحذوا الهمم من اجل عودة الريادة الانسانية للحياة.
ان ما اريد قوله بصورة واضحة ومباشرة هو اننا لسنا كغيرنا ولقد اهدتنا السماء بمن يهتم لشأننا وان كثرت حوله اللغائط وجمعت في وجهه الشراذم و اللقائط فلنكن جميعا علي قدر المقام ولننجز ما علينا انجازه من مهام ولنتوقف قليلا عن الكلام ولنعمل كثيرا لتحقيق الاحلام فوالله ما دافع الاله عن قطعة من الارض مثلما حدث ويحدث في مصر التي اراد الله بحكمته ان يتجلي لسينائها وارادت مشيئته ان تكون مفرا ومقرا لرسله وانبيائه ولا اري تكريما اكثر من رحلة المسيح وامه القديسة علي ارضها ومصاهرة العدنان محمد لاهلها وعيش موسي علي ارضها و جهود يوسف لانمائها وقبلهم جميعا زواج ابراهيم من امراة من شعبها فهلا تفكرت الجماهير وتذكرت مجدا تليدا يحتاج الي صون تراثه و استثمار كنوزه وتحقيق حكمة الاله ومراده بان تظل الكنانة حاضنة ومضيفة حامية لكل من استجار واستنار بها .
رايت بالعين قائدا تحفه طلائع الرجال ونفيسات المقام من شابات وطن يحلو ويتجمل بورود و ازهار فواحة من شباب شعبه ورايت وسمعت حوارا لا يخطئ السامعين كريم مقصده فهلا استعدنا بهجة الحلم وساهمنا في ارتفاع البناء وعقدنا العزم علي ان نكرم الوطن ونسعد اطفاله ونجل شيوخه ونحترم كبرائه فليس منا من لم يرحم صغيرنا ويحترم كبيرنا وانما الامم الاخلاق ما بقيت فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا.
هذا نداء للشعب الابي ان التحموا واصطفوا خلف قائدكم ولاتخذلوا التاريخ ولا تضيعوا جهد من كان قبلكم فوالله ان دماء الملايين ممن ضحوا بكل ما لديهم من اجل ان يصل الينا هذا الوطن سالما لهي ارفع شأنا واعلي مقاما من كل من يقضي سنين عمره لاهيا بين من يضيعون ويفرطون في نفائس ما حوت ارض الكنانة وستظل لكي يامصر حاميات من ارواح جندك جند الحق لترعي حياتك وتصون عرضك وتحفظ لك كرامتك.
ياايها الشعب العريق لك قدرك وياايها الرئيس لك احترامك وياايها العالم انتظر عودة شمس الحضارة لتبدأ استفاقة فجر الضمير من جديد نعم الضمير فياايها القائد اطلق النفير لعودة الضمير فشعبك يكتظ بالكثير والكثير ممن لديهم ضمير واحسن الاصطفاء واستعن بالنبلاء واحتكم الي العقلاء واترك .البحر رهوا ليغرق السفهاء ومن يليهم من الجهلاء

جريدة الجمهورية

3/8/2018