الصالح والمصالح

الصالح والمصالح

ان جميع تقارير الشفافية الدولية شبه متفقة علي مدي معين من التقييمات الرقمية وفقا للمتفق عليه او بمعني اصح المعايير المشتركة او غير المختلف حولها والتي تشير في مجملها الي انخفاض او ارتفاع مستوي الشفافية والذي هو بالتالي يشير الي انخفاض او تزايد نسبة الفساد في المناطق او الدول او القارات التي يتم قياسها او مقارنة مقاييسها والتي اشتهر منها مثلا انخفاض الشفافية في مناطق مثل اواسط اسيا وشرق اوروبا ودول جنوب الصحاري في افريقيا الامر الذي يستدل منها علي تزايد معدلات الفساد في تلك المناطق.
وتشير بعض اراء خبراء قياس الشفافية الي الضرورة الاستراتيجية لمزيد من التحرير لنطاقات عمل قطاعات مثل الصحافة والاعلام و نسب الافصاح العام والخاص كمؤشر ابتدائي يساعد في ابطاء معدلات تزايد الفساد.
بعيدا عن هذا المضمار وقريبا من حلبات الصراع في العديد من المناطق علي هذا الكوكب يمكن وبسهولة ادراك بعض المعاني مثل التالي: اذا كان الفساد مدمر فان الدمار مفسد واذا كان الفساد غباء يؤدي الي الوباء فان الافساد دهاء يؤدي الي الفناء هكذا بدأ حديث ولم ينتهي حتي الان.
وتنهال الاسئلة لتضرب مواقع الفكر والوعي والتذكرة اولها كيف لدولة يتم تدمير كل مقومات حياة شعبها ان تستقيم احوال شعبها؟ وفي المقابل كيف لدولة تصارع تلاطم الامواج ان تحقق ما يريد كل فرد من افراد شعبها؟ كيف لربان السفينة ان يركز في قيادتها فى اعالي البحار وبحارته والركاب منشغلين فقط بحقوقهم في الوجبات والكبائن ولا يدرون عن حال السفينة وما يسيرها من وقود ومكائن وكيف لانسان سوي ان يستمر في العيش في المجاهل بينما يري تسابق المعوجين علي مقدمة المحافل.
ايها السادة ان العلاقة بين المجاهل والمحافل لا تعدو كونها روابط وصلات بين الصالح والمصالح وبين الطالح والمطارح .
عفوا ان كانت المقدمة تشبه سكب الماء المغلي علي بشرة بشر منشغل عن البشر بما استفحل وانتشر.
ايها السادة دعوني اذيع علي مسامعكم اهم نداء وهو إما النماء واما الفناء فلسنا كغيرنا ولسنا وحدنا في الفناء فاللاعبون كثيرون والمغيرون اكثر والحاقدون كثيرون والمفسدون اكثر والجاهلون كثيرون والمغيبون اكثر.
لو تفكرنا قليلا فى حجم وكم الجهود اللازمة لانعدال واستقامة سفينة ضخمة في وسط البحر وقد تجاذبتها رياح الاحداث والمخططات و علي متنها ملايين من الركاب ويديرها بعض منهم ويقودها احدهم فمن الطبيعي وغير الملفت ان تتعالي الصيحات ويكثر الصراخ وينتعش الناقدون ويزدهر المرهقون والمحللون والمرهبون ويتنطع المتلكئون بينما البحارة يجدفون والملاحون منتبهون و كبرائهم في شأن مسار السفينة منشغلون.
ليس لدي اي شعب علي هذا الكوكب مطالب اهم من الاربعة مطالب الاساسية وهي الامان والحق والصحة والكفاية ولكن هناك البعض ممن ينشغلون بتطوير مستويات الامان ويرون انهم يستحقون الافضل ويبتغون اكثر من الصحة ولا يستكفون من الاستزادة من كل زيادة وهذا هو شأن من قد حصلوا علي الاربعة الاساسية ولكن العجب العجاب ان تري من ينتقد عدم توفر اي عنصر من هذه الاربعة بينما يحصل غيره علي اضعاف هذه الاربعة وليس هذا فقط بل ويطمع ان يستزيد.
ايها السادة لا تتساهلوا مع فساد النفوس وفساد الذمم ولا تتوانوا عن بذل اكبر جهد من اجل انعدال السفينة ولا تتكاسلوا في مواجهة كل من يفسد عليكم حياتكم ويقلل من جهود المخلصين ويعطل مسيرة المجتهدين ولا تعطوا السفهاء اموالكم ولا تستمعوا لنداءات الجهل ومؤامرات الافشال.
الحمد لله وبفضل من الله ان لدي هذا الوطن من الجنود ما يكفي لرد الحشود وذلك فضل الله علينا من قديم الازل والحمد لله ان نيلنا لم ينضب وارضنا لم تعطب وان بيننا وفينا الكثير ممن لهم قلوب لاتزال تنبض بحب هذا الوطن وعيون تسهر علي حراسة شعب هذا الوطن وعقول لاتزال تفكر في شموخ هذا الوطن وفنون لاتزال تبدع في رسم صورة تعبر عن اصالة وعمق تجارب من ينتمون لهذا الوطن والحمد لله دائما وابدا علي ما يرسل الينا من عباده من يقود السفينة الي مستقبل فيه نماء هذا الوطن.
لازلت اتعجب و بذهلني ما تتناقله وسائل النقل الخبري والتي تنتشر من خلالها الاخبار كالنار في الهشيم عن سقوط قاضي من المنطقي ان يكون رمزا للاعتدال و جنوح فنان من المفترض ان يكون رمزا للرقي وتفحش و توحش وتنمر هذا وذاك و تدني مستوي اداء من يفترض بهم ان يكونوا نماذج يحتذي بها وشرود الخبراء والعلماء الي الخارج ونشاذ اصوات تنادي بما لا يليق وجحود من علي هذه الارض يتمطي ومن خيرها ياكل وبكساءها يتغطي وفي نهاية كل امر تجده للخير يتصدي و في الغي يتمدى.
الم يأن للذين يؤمنون بهذا الوطن النفيس ان يتكاملوا وتتصاهر افكارهم ويتصافوا ويصطفوا كالبنيان المرصوص فى مواجهة القراصنة والمفسدين واللصوص الم يحن الوقت كي تلتحم قوى الشعب الذيى هو بحول الله قادر علي ان يدرأ الفساد ويقضي بفكره وجبروت جهده علي الكساد الم يأتي ذلك الزمان الذي تتكامل فيه الاماني والاغاني مع تشييد الصروح والمباني وتتجاذب قوي العلوم مع ابداعات الفنون ويستنير البصير بذي البصيرة ونرتقي جميعا بسمو رؤيتنا لمستقبل بلادنا كي تنحسر شراذم المفسدين وتتراجع .
ايها السادة ان لم تبدأوا بانفسكم وتتلاحموا وتتكاملوا مع الدولة في مواجهة الفساد والمفسدين فلا تلوموا الا انفسكم اللهم اني بلغت اللهم فاشهد