كبسولات مصرية

كبسولات مصرية

باديء ذي بدء ، فانني اعتقد أن الامان والنماء يتنزلان من السماء الي مجتمع تسوده الاخلاق وطهارة القضاء ومهارة الرؤساء في تحويل العقول والموارد من صحراء جرداء الي خضراء ونعماء ودفع الاغنياء لدعم الفقراء و اختيار المدراء من العلماء والخبراء بدلا من الجهلاء والحرص علي ابراز الاذكياء والانقياء والعقلاء والحد من انتشار واشتهار الاشقياء والبلهاء وقصص البؤساء .
نحمد الله العظيم على ما نشهده جميعا من قفزات تنموية مصرية يراها الاعالم بام عينيه وبما اننا فى حاجة ماسة الى الحفاظ على ما تم ويتم من انجازات مشهودة فلابد ان نواجه انفسنا نحن الشعب العريق باننا نحن نحتاج بشدة سواء شئنا ام ابينا في مصر الي ان نتحول الي مجتمع يؤمن ويحيا بمفهوم الحرية المسئولة وضرورة دعم روح الإنجاز القومى والمشاركة العملية الواضحة فى تشغيل كل محركات التنمية وزيادة الحرفية المهنية والإستفاقة الفورية لاخلاق وطن قدم اول نموذج للحياة والحضارة علي الكوكب وهذا يعني انه لامفر ولابديل عن العمل بمنهجية علمية والإهتمام بالدراسة والتخطيط والتنفيذ الفعال ورقابة الأداء لضمان تحقيق ما يرفع شأننا جميعا وما يمكن ان نفخر باننا انجزناه في خضم التحولات والمستجدات العالمية بما يجعلنا نشعر باننا لازلنا موجودين على الساحة.
لاأزال اؤمن بدعوتي ومبادرتي التى اطلقتها من خمس سنوات واسميتها ” مصر أمان وأمان ” والتى ناديت من خلالها بالضرورة الحتمية للتركيز على استراتيجيات الاستمرارالمنظوم للخروج من متواليات الازمات الى رحاب الاستقرار وانتاج مقومات المستقبل الأمن المستقر ، ففي الواقع المستمرمنذ قديم الازل على هذا الكوكب تظهرحقيقة جلية مفادها انه يصعب بل قد يستحيل على اي أمة ان يرتفع شأنها وتسهل حياة مواطنيها في ظل اي نوع من التطرف الفكرى او التشتت الوطني أو الضعف العلمي والمهاري ، كما يصعب جدا تحقيق رخاء عام في ظل اي ضعف إقتصادى او مجتمعى ، وبالفعل قد يستحيل بناء حضارة في ظل إنتشار اي نوع من الأفات المدمرة كالجهل أوالأمية أو اللامبالاة أوالإنحدار الأخلاقى او التدنى الثقافى أو عدم المسئولية اوالغرق فى معضلات العشوائية والتدهور المجتمعى والسلبية العامة والفكر الإستهلاكى وعدم التنسيق والتواصل والمستوى الضعيف للعمل الجمعى بالرغم من كثرة مؤسسات العمل المدنى وكثافة الأنشطة الإجتماعية.
لازلت اري بل أنادي وأناشد جميع الاطياف الشعبية الالتحام والتلاحم مع فيوض الجهود التي تبذلها الدولة فى مواجهة كل ما سبق من معيقات التنمية الاقتصادية ولازلت اري انه يجب علينا جميعا كخبراء ومخترفين ومتخصصين مساعدة جموع الشعب و الدولة لاستنهاض الهمم لبناء حضارة جديدة ارقي اخلاقا واضبط تنظيما واكفأ اقتصادا واشمل ثقافة وانقي اعلاما من خلال التركيز علي استعادة السلام النفسي والقيم النبيلة والحرية المسئولة وانتشار الفكر العلمى واليات تحقق عدالة الاستحقاق للمتطلبات الاساسية للحياة الكريمة ، وهذا قد لن يتأتي الا باستخدام منهجية استراتيجية تتمثل فى برنامج عمل جماعي واكرر جماعي واضح للخروج من الازمات الدولية والاقليمية الحالية بأليات ايجابية لإحياء وتنشيط الافكار والمقومات والمشروعات الثقافية والعلمية والعملية والإقتصادية والإعلامية التى تهيء المناخ اللازم لاستثمار كافة الثروات والموارد المتاحة للدولة والشعب بشريا وبيئيا وماديا وتاريخيا وجغرافيا لتحقيق طفرات اقتصادية متعاقبة ومتصاعدة وفعالة .
اعتقد انكم قد توافقونني الرأي فى اننا نحتاج جميعا الى اربعة ضرورات استراتيجية فورية أولها على الاطلاق منهجية الخروج اللأمن من متوالية الاحداث السلبية وحلبات الصراع العالمية وما ينتج عنها من تشتت فكري متعدد الى مساحة زمنية وسيطة تتميز بالاستقرار النسبى والدفع الذاتى لعودة الاستقرار المتنامى ، والضرورة الثانية هي حتمية ارساء ونشر نوع جديد من المعايير العامة المرتبطة بإحداث نتائج واضحة وفعالة من خلال برامج عمل قومية محددة تهدف لإحياء المقومات الحضارية للمصريين،
اما الضرورة الثالثة فتكمن فى وجوب الاطلاق والانتشار الافقى المتوازى لأنشطة إعلامية وتثقيفية وتعليمية تكاملية واكرر تكاملية تهدف مباشرة الى تحقيق ثلاثة مستهدفات هامة هي قيام قطاع الاعلام التنموي الغيوربتنويرالمواطنين بحقيقة أو جوهر ما يحدث من وقائع مضادة لمصر ورفع مستوى الادراك لخطورة السلبية والفساد والتشتت الفكري التأثير على الوجدان العام باستنهاض الهمم باتجاه تأمين مصر من مخاطر الارهاب الفكري والتطرف السلوكي والجهل والرجعية الاخلاقية التي تؤدى جميعها الى السقوط فى هاوية الفوضى وهنا يجب توجيه المواطنين للقيام بأدوار محددة والانصهار فى البرامج القومية للخروج من الازمات الاقتصادية سواء المخططة أو المفاجئة التى تنتج عن مؤثرات خارجية، واخيرا وليس أخرا تأتي الضرورة الرابعة فى جانب حفز الشعور العام ومؤسسات العمل المدنى وسياسات الدولة العميقة للتركيز على ثلاثة محاور لاستفاقة التألق الوطنى العام وهي تكثيف الاعداد الافقي الحقيقي للكوادر المتخصصة والمحترفة التى ستتولي تباعا وبصورة انسيابية ادارة الموارد الكثيفة للدولة على كل المستويات من الشباب بالاضافة الى الإعلام الغيور واكرر الغيورالذي يجب أن يكون مؤازرا لحدوث الاستقرار والامان والنماء مع التركيز على تخفيف حدة وزخم النشر للاحداث السلبية وفى النهاية يجب علينا جميعا دفع كل الجعود الفكرية والعملية باتجاه انتاج الطفرات الاقتصادية التي تنتج دائما عن التكامل المدني والحكومى والاعلامى الذي يتبني إيجاد وتفعيل رؤية علمية و ثقافية و إعلامية شعبية فعالة و شفافة موحدة بين الداخل المصرى والمصريين فى الخارج بهدف تنقية الوجدان القومى وإستثمار و دعم التواصل والتأثير الشعبى المصرى حول العالم و ينشر ثقافة احياء الحضارة والاخيرة اى الحضارة لن تستفيق من غفلتها بدون ظهير ثقافي واعلامي علمي شفاف محترف و متعدد الرؤى وأن يتحول الاعلام بصورة ايجابية ليصبح النافذة والأداة الحقيقية للنقل الأمين والطرح الآمن و الرؤية الحكيمة و ترسيخ ونشر وترويج مفاهيم الحرية المسئولة
ختاما اقول لنفسي ولكل مواطن غيور على هذه الارض ” نريد ان نكون عونا حقيقيا لها الوطن الغالي ” ، نريد ان نخرج انفسنا وبلدنا مصر من حالة هرم الحضارة اي تقادمها وعجزها الي بناء هرم جديد للحضارة ” اي عودة التألق المصري مثلما بني اجدادنا اهرامات كانت وستظل رمزا للتميز المصري عبر العصور.
مصر الحبيبة ترفع الندا….وتفضي بنور السماء في دمي
بديع الفنون وعز النماء…يخصب ارضي فيحنو لي دمي
نهار يفيض ليروي عالمي ..فداك حياتي وروحي ودمي

جريدة الأنباء العربية