الحلم الغائب

الحلم الغائب

“انا المصري كريم العنصرين بنيت المجد بين الاهرمين” نقطة ومن اول السطر بل نقطة من المحيط ايها المسئول الذي يؤدي دور الوسيط نعم المسئول واقولها باعلي صوت كل منا مسئول كل منا له دور كل منا عليه واجب كل منا لابد ان يدرك تلك المعاني التي ترسلها كل الاحداث التي تدور في حياتنا فلقد سئم العقل كل تلك اللامبالاة من معظم الناس تجاه الانحدار السريع لمستوي المعرفة باهم ما يجب ان يلم به كل فرد من افراد هذا الشعب الذي كان ولا يزال يظن واكرر يظن انه من احفاد هؤلاء العظماء الذين بنوا تلك الحضارة التي ستظل تذهل الاجيال القادمة من العنصر البشري نعم اقول ان هذا الشعب يظن لانه لو كان متاكدا ومتيقنا من انه من احفاد هؤلاء العظماء ما تخلي لحظة عن صون كل ما يحفظ لتلك الحضارة كرامتها ويضمن لها استمرار هالة خلودها اما ان الاوان لكي يؤكد هذا الشعب هويته وعظمة تاريخ اجداده في مواجهة كل عوامل التعرية والانحدار!!
ايها السادة ارجو الانتباه جيدا للمؤشرات اليومية المتدفقة عبر الاعلام وغيره ، تلك الاخبار التي تحمل كل هذه المنغصات والالام و كل ما يحرص عليه القائمون علي وسائل الاعلام ومن يخوضون في سوءات المجتمع عبر مواقع التواصل الاجتماعي هلي ابرازه حول الحوادث اليومية واخبار الانحطاط الخلقي والسلوكي لبعض الناس.
استفيقوا وانشروا المعارف وروجوا للاخلاق بصورة ايجابية وروجوا للعلم وادفعوا الناس كي يرتقوا ولا تسمحوا للسفهاء و سفاهاتهم بالانتشار ، اوقفوا سيل الانحدار واقيموا المائل واصلحوا ولا تفسدوا وابنوا بينكم وبين الصعود الي الهاوية حائل..
لقد مل الناس بسبب عدم تنويرهم بصورة محترفة ، ملوا من تكرار نفس الرسالة النمطية دون ابداع اننا نمتلك ثلث اثار العالم وان لدينا مخزونا هائلا من الغاز واننا من اندر المواقع علي الكوكب واننا نملك علي حدودنا سواحل علي بحرين وان لدينا اسطع شعاع شمسي يبحث عنه الجميع لانتاج الطاقة وان لدينا افضل ممر مائي عالمي وان الفرص المتوفرة لدينا تكفي لجعلنا الدولة متصاعدة الي سماء الكوكب!! لقد مل الناس لانهم لا يعلمون حقيقة كيف يمكنهم ان يساهموا في استثمار كل هذه العناصر والمقومات لان التعليم لم ينتج لنا حتى الان منتجا بشريا يمكن تطويره ليكون انسانا عالميا في ادائه ولان الجهات الثقافية لم ترسم للمصريين اطفالا وشبابا وشيوخا صورة ابداعية لتاريخ يستحق الفخر وحاضر يستحق الجهد ومستقبل يستحق العمل المضني كي يكون كما حلمنا به نعم الحلم ذلك المعني الذي مل الناس من تكراري له نعم الحلم المصري الذي اطلقت مبادرته من 2011 ضمن مقترح برنامج لتطوير منهجية الاعلام المصري وكان الحلم المصري هو زاوية من ثلاث زوايا لمثلث النماء عبر الاعلام والتعليم والثقافة وشكلت لغة الحوار والنموذج الحضاري الذي يحب ان نتفق علي ان يكون مرجع لنا زاويتي المثلث المكملتان للحلم المصري.
بماذا يحلم المصريون وهل سبق ان اتفقنا نحن المصريون علي حلم مشترك وما هي عناصر ذلك الحلم الغائب الذي لن نحلم به جميعا الا اذا كان لدينا هوية واحدة ندركها جميعا ونستطيع ان نميز معالمها بل ويمكننا ان نرسم لها خطوطا طولية وعرضية تتشابك لتشكل لنا ولغيرنا صورة واضحة ومبهرة عن شعب صنع قدماؤه اصل الحضارة ويصنع احفادهم مستقبل الحضارة.
انتبهوا ايها السادة فالاحداث تجري في كل مكان بالخارج والداخل كالرياح التي تاتي بما لا تشتهي السفن واذا لم نستفق جميعا ونقوم جميعا بسد الثغرات و درء المخاطر فلن تكون النتائج في صالح احد.
ياايها المسئولين عن التعليم والثقافة والاعلام يجب احداث تغيير جذري علي كل ما يجري بصورة نمطية في مجالاتكم يجب ان تستفيقوا وتستلهموا روح الحضارة وتعيدوا احياء كل مقوماتها المهملة والمهمشة والمتجنبة والمركونة والمخزنة والملقاة في وديان النسيان يجب ان يحدث تغيير نوعي تظهر نتائجه سريعا علي فكر وثقافة وسلوك المصريين يجب ان تصنعوا صورة مبهرة للاطفال صورة تهز وجدان الشباب وتلهم الفنانين بافاق جديدة للابداع وتدفع الصناع والبنائين الي سماء الاتقان وتشحذ همم الرياضيين كي يحققوا اعلي مراكز الانجاز صورة تبرز القيم وترفع شأن الخلوقين والعلماء والمبدعين والمحترمين والملتزمين بعهد الحضارة ، يجب ان تتحد قوى المثلث الحرج التعليم والثقافة والاعلام علي قلب رجل واحد يجب ان تستفيقوا قبل ان تندثر حضارتكم التي تعتمد الان فقط علي من يدافعون عن الارض والعرض ليوفروا لكم مساحة زمنية من الامان والاستقرار كي تبدعوا وتتالقوا وتتقدموا بعلومكم وصناعتكم وفنونكم فتغزون العالم بهوية واحدة راسخة تتصف بمزايا فريدة يحتاجها العالم اجمع ذلك بانها تبهر ولا ترهب تعمر ولا تدمر تعلم ولا تجهل ترتقي بالبشرية لتستعيد الانسانية لتكمل مسيرة من اجتهدوا وصنعوا فجر التاريخ.
ايها السادة ان مستقبلنا هو حضارتنا وهويتنا تسكن داخل اروقة مستقبلنا فمن استهان بحضارته فقد فرط في هويته واضاع مستقبله وان لدينا الكثير .لننجزه فلا تتكاسلوا ولا تتاخروا عن ركب الحضارة

جريدة الجمهورية

28/8/2018