الجائحة والجانحة

الجائحة والجانحة

بينما يتنافس العلماء و الدول والشعوب مجتمعين و منفردين في تجاربهم ومحاولاتهم لتحقيق الأمل المنشود الذي يتمثل في الوصول إلي حل يمكن الشعوب من مقاومة الاثار الناتجة عن الجائحة والغزو الفيروسي الذي لايزال متمكنا من البلاد والعباد وبينما تسبح جميع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والعائلات في المنازل هم و العاملين داخل ما تبقي من مقار العمل التي لاتزال تقاوم خطر الركود بل ويكاد كل هؤلاء أن يغرقوا جميعا في بحور ومحيطات الجدل والتنظير حول ما يواجهه الناس في العالم من قيود احترازية وتحديد وتقنين شديد لكل التحركات والتجمعات وفي مقدمتها الشعائر الدينية التي يتجمع فيها الناس ليلوذوا برحمة الرب كي يحفظهم من شراسة ذلك العدو الفيروسي الفتاك ، وبينما تمتلئ الرسائل والحوارات الإلكترونية بمزيج بعضه متجانس والباقي لا يمت لبعضه بأي صلة ، حول طرق الوقاية و نصائح للنجاة من ذلك الخطر الداهم ، بينما تشتد كل هذه الملاحم التي لا يجمع بينها سوي الرغبة في الحياة و تكاتف الجهود وتكتل الجميع من أجل إنقاذ الناس في كل مكان ، بينما نري جميعا كل هذه المحاولات والجهود من أجل إحياء النفس البشرية ، تصل إلينا الاخبار عبر الإعلام الفضائي والالكتروني لتنبئنا بصورة متوالية ومتقاربة زمنيا عن استمرار الغارات التتارية الجانحة التي تقوم بها ميليشيات الهدم والموت وقتل النفس التي حرم الله ، لتنافس وبشدة ما قد أقبلت علينا به الجائحة العالمية بل وتستميت في محاولاتها لهدم ما تبقي من شتات المجتمعات والدول العربية التي تبعثرت أطيافها وتناثرت قبائلها وعائلاتها.
أيها السادة
أن العبء قد زاد والهم قد فاض والغم صار واقعا فضفاض ، النفوس قد ضاقت بما تعانيه من شرور الأكاذيب والاعتداءات الإرهابية واستمرار الدعم التمويلي و بالعدة والعتاد لمتطرفين ليس لهم أي صلة حقيقية باي دين أو ملة يكفرون الناس ويقتلون الأنفس ويفرقون العائلات و يفرزون واقعا يموج بالتضليل والكذب وينتشرون في انحاء الارض ليهتكوا العرض ، و من العجب العجاب أنهم يرفعون رايات الدين لينشروا الدمار بدلا من العمار.
أيها السادة
أن ما لا يدركه الكثير من الناس عن خطورة ما تقوم به شخوص وفئات تابعة لكائنات سياسية وإعلامية تكره بقاء مصر و تكره الحياة لشعبها عبر ما تبثه من جرعات التشكيك في بسالة وإخلاص جهودنا الرسمية والشعبية والطبية والامنية وجهود كل من يعمرون الارض في مصر لكي نبقي صامدين في وجه الجائحة الفيروسية ، لا يقل باي حال عما لم يتعلمه الكثير من عتاة المجرمين والقتلة وما لا يعلمه الكثير من قادة الدول والتنظيمات التي تمول وتدعم وتنفذ الهجمات الإرهابية في جارتنا ليبيا من أجل إعادة تنظيم غارات الاختراق لمصر من الغرب ومحاولات حرمان المصريين من مياه النيل من الجنوب واستمرار إزهاق أرواح جنودنا البواسل في سيناء من الشرق والمساعدات العثمانية للسطو علي الغاز في شرق المتوسط من الشمال مثلما تسطو علي شحنات الأدوية والمستلزمات الطبية المرسلة لدول أخري عبر موانئها الجوية والبحرية . وزخم التضليل و التلفيق الإعلامي الكثيف والمركز و الممنهج ضد مصر من القنوات التميمية التي تطلق النعرات العنصرية والقومية علي السنة السفيهات والسفهاء ممن ليس لهم تاريخ ولا معنى.
أيها العاقلون أننا نواجه في أيامنا هذه ما لم نواجهه من قبل لأن ما سبق أن خضناه من حروب كان لمواجهة عدو نعرفه بل كان عدوا واحدا نعرفه علي الاقل ولكننا اليوم نواجه أنواعا متعددة ومتحورة من الأعداء تتحور مثلما تتحور الفيروسات لتغير من شكلها وأسلوبها كي تستطيع الإفلات من الأجسام المضادة و كرات الدم البيضاء ( ذلك الجيش الابيض ) الذي يستميت في الدفاع عن أجسامنا من شر هجمات الأعداء الفيروسية والذي يمثل الخطوط الأمامية التي تتعامل مع طلائع الفيروس حتي تعطي الفرصة للجيش الاحمر ( كرات الدم الحمراء) من دعم امداد أجسامنا بالاكسجين لنتنفس وتستمر العمليات الحيوية اللازمة لبناء وعمار اجسامنا لنبقي صامدين و تنتصر اجسامنا علي الكائنات الصغيرة المغيرة القاتلة الجانحة و ننتهي من كل شرور وآثار وتبعات الجائحة .
أن غارات التقليل والتحقير و التشكيك و محاولات ضرب قدرتنا علي الصمود في مواجهة الجائحة والتي تأتينا عبر التصريحات والانسحابات والشائعات المتوالية طوال الأيام والليالي و الساعات من داخلنا ومن خارجنا والممولة والمدفوعة من كائنات وتنظيمات وشخوص جانحة لها طموحات جامحة لا تدرك حقيقة اليقين الذي يشكل الضمير المصري في توكله علي خالق الارض وحافظها عبر الأزمان والدهور الخالية فكم من الغارات والهجمات التتارية وجحافل المغيرين علي مصر التي تصدت لها جند الحق من جنود رب البلاد والعباد ، و للحقيقة فإن كل هؤلاء المغيرين لايستطيعون تكذيب التاريخ ولكنه الطمع والغيرة والجحود وهذا ما أخبرنا الله به في قوله وقوله دائما هو الحق ” أنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ” ، نعم إنه الجحود بالنعمة ذلك الذي يدفع ببعض الفئات سواء الأجنبية في الخارج او المهنية أو غيرها الي التحول والتهور والتحور استجابة لدعوات ووعود واموال الظالمين والكارهين للخير الذي أنعم الله به علي مصر و اهلها ، أنه ذلك الغل و العداء الدفين الذي يسكن في صدور اخوان الشياطين الذين تؤزهم أزا” ، انها الأكاذيب التي تصيغها شيوخ الضلال عبر القنوات ذات الافكار الجانحة التي لم تعتبر بما قدره الله من انتشار الجائحة الفيروسية فقررت الاستمرار في طموحاتها الممولة من الجهات المانحة لتختبئ بين احداث الجائحة لتؤجج الالام وتنشر الفرقة والفزع وتضعف قدرة المصريين وحكومتهم وقيادتهم و جيشهم الابيض و جيشهم المموه علي الصمود في مواجهة الجائحة.
يا ايها المصريين اصطفوا والتزموا بتوجيهات أولي الأمر منكم و انتبهوا لما يحاك لكم من خارجكم و من بين اظهركم و واصلوا جهودكم المخلصة واخلصوا النوايا واحسنوا الالتزام وكونوا خير معين لخطوطكم الأمامية من الجيش الابيض و من جيش خير اجناد الارض الذي أصبح يصول ويجول في شتي الانحاء مستميتا في الدفاع عن الحق وصون الارض والعرض ، وكونوا علي يقين من نصر الاله لكم الذي طالما ارسل جنده الغالبون لحمايتكم والهم الرسل والأنبياء ليباركوا أرضكم. اللهم اعنا علي تغول الجائحة وانصرنا علي الخائنين والمشككين و مثيروا الفتن و قاصدي الفرقة وراغبي الشتات ومن يدعمونهم من ذوي الافكار الجانحة.

جريدة الجمهورية

5/6/2020