العملية العالمية

العملية العالمية

سأل سائل بعذاب واقع هل نحن نواجه الان عودة التتار من خلال العملية الكوكبية التي تحمل اسم ” كوفيد١٩ ” ؟
من قد يكون وراء تشرذم الاقتصاد العالمي وهل هو بالفعل عالمي أم أنه سيكون مقصورا علي دول أو امم بعينها؟.
لقد قدم أكثر من 6.6 مليون أمريكي مطالبات جديدة للحصول على إعانات البطالة في الأسبوع المنتهي في 4 أبريل و قال اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم في 3-5 مارس ، إن تفشي المرض من المحتمل أن يخفض النمو الاقتصادي الصيني إلى النصف في الربع الأول من العام ، مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة.
ولمكافحة التداعيات الاقتصادية ، خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في 15 مارس سعر الفائدة الرئيسي إلى ما يقرب من الصفر. وفي أوروبا فقد قرابة التسعمائة الف اسباني وظائفهم منذ أن بدأ إغلاقها في منتصف مارس و ارتفع الرقم الرسمي للبطالة إلى 3.5 مليون – وهو أعلى مستوى منذ أبريل 2017.في تاريخ 5 مارس – قبل الإعلان عن حظر السفر الأمريكي – توقعت منظمة النقل الجوي الدولي (IATA) أن تفشي COVID-19 قد يكلف شركات الطيران اكثر من مائة مليار دولار من العائدات المفقودة حيث يقل عدد الأشخاص الذين يقومون برحلات وتلاها في 16 مارس ، اعلان الخطوط الجوية البريطانية إنها ستخفض طاقة الطيران بنسبة 75 ٪ على الأقل في أبريل ومايو. علي مستوي الأنشطة العالمية تم إلغاء أو تأجيل معظم المعارض التجارية والفعاليات الثقافية والرياضية في جميع أنحاء العالم.
وفي الصين واجه شريك أبل الصناعي
، فوكسكون ، تأخيرات في الإنتاج. و أغلقت بعض شركات صناعة السيارات ، بما في ذلك نيسان وهيونداي ، المصانع مؤقتًا خارج الصين لأنها لم تتمكن من الحصول على قطع غيار.
اتخذ البنك المركزي الأوروبي
إجراءات غير مسبوقة ، حيث أطلق في 18 مارس برنامج شراء طوارئ وبائية بقيمة 750 مليار يورو من المتوقع أن يستمر حتى نهاية هذا العام ، و أعلن صندوق النقد الدولي في 9 أبريل إن وباء الفيروس التاجي تسبب في انكماش اقتصادي لم يشهده العالم منذ الكساد العظيم ، و أصدرت المديرة الإدارية لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا بيانًا ، أوجزت فيه توقعات النمو العالمي قالت فيه “بالنسبة لعام 2020 فهي سلبية – ركود سيء على الأقل كما كان أثناء الأزمة المالية العالمية أو ما هو أسوأ.” بينما علي الجانب الآخر فقد حذرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في 23 مارس من أن صدمة كوفيد١٩ أكبر بالفعل من الأزمة المالية العالمية عام ٢٠٠٨ ، و في تصريح لأنجيل غوريا الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ،” إن العديد من البلدان ستقع في ركود ، وستتعامل الدول مع التداعيات الاقتصادية لوباء COVID-19 لسنوات قادمة” .
وهذا هو بنك التنمية الآسيوي يحذر في الثالث من أبريل من أن التكلفة العالمية لانتشار المرض قد تصل إلى 4.1 تريليون دولار. وحسب بلومبرج فإنه لا يزال مدى الضرر الاقتصادي يعتمد على كيفية انتشار الفيروس في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة والاقتصادات الرئيسية الأخرى.
العجب العجاب أن البشرية لديها رصيد من كبير من التوجيه والتنوير السماوي ما يكفل لها النجاة من الفناء المسبب ، فمنذ اكثر من الف وأربعمائة عام قال رب العالمين عز وجل في القرآن الكريم وبالتحديد في سورة المعارج ” سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ، لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ، مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ” .. إذن من هم الكافرين وقد عم البلاء علي الجميع؟ ، انهم ببساطة الكافرين بقدرة الله و بنعم الله التي لا تعد ولا تحصى ايا كانت عقيدتهم المعلنة، انهم الكافرين بالحق الممنوح من الله الي شعوب البشرية في العيش في سلام وأمان و نماء واستقرار، انهم الكافرين بحقوق الإنسان في الهواء والبيئة النقية ، انهم الكافرين بحقوق الإنسانية ايا كانت في الاستفادة من مواردها التي أنعم الله بها عليها ، انهم الكافرين بالعيش المتسامح بين الناس وإن اختلفت عقائدهم ، انهم الكافرين بحق الأرض نفسها في أن تستمر في الدوران الحيوي الطبيعي لكل من يعيشون عليها ، انهم الكافرين بكل ما يعمل علي احياء منظومة القيم والأخلاق وعودة الرقي الإنساني والجمال الروحي قبل الظاهرى. انهم الكافرين بحق المرضي و المسنين والضعفاء في التعافي والحق في الحياة .
يقول ربنا عز وجل في نفس السورة ” فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ , عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ , فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ”.
تري من بالتحديد وراء هذه العملية العالمية ؟ ، من يريد خراب العالم ، من بالضبط يريد فناء البشرية او تقليص عددها ومن سيستفيد من تبعات هذا السقوط العظيم؟
انه ببساطة ووضوح كل معتد اثيم علي حقوق الآخرين انه كل جاحد لنعم الله علي خلقه أنه في الحقيقة كل من يحقد علي موارد الأمم التي أودعها الله في أراضيها أنه بحق كل حاسد لا يطيق أن يري غيره يحيا رغم الضغوط والآلام في رضا وسلام نفسي ، أنه كل متكبر ومستبد يريد أن يحكم العالم بأسره بظلم واستحلال.
فيا ايها البشرية الجامحة ارجعي الي ربك حتي يرضيك ويرضي عنك وليدخل الجميع في حمي تقوي الله كي تستقيم النفوس و تستفيق العقول و تتأهل لاستحقاق الرحمة وتستعيد الإنسانية مجدها ورقيها فتعود البركة و تحيا الأرض باذن ربها من جديد.
لقد شاء الله للزحف التتاري الذي اتي من قبل علي الاخضر واليابس ، أن يتوقف علي يد الجنود المصريين وانا والله لنرجو أن يجعل الله لمصر والمصريين إستفاقة حضارية تبدأ من استمرار الصمود و الوقوف كالبنيان المرصوص في وجه التتار الفيروسي و دحض محاولات وغارات وهجمات كل من يقف خلفه وكل من يستفيد من تبعاته وكل من يهدف إلي خراب العالم وفناء البشرية .
يا ايها الشعب العظيم اصطفوا و تصافوا وكونوا علي قلب رجل واحد شاكرين للإله حامدين الله علي نعمه ، محافظين علي مواردكم ، و لنرتقي و لنعمل علي تحقيق استدامة السلام والأمن وانتشال الناس من براثن الجهل و التدني الذي يؤدي الي التدمير بل ويجلب البلاء و يستعجل وقوع العذاب ، فلنستوعب الدرس ولندرك حقيقة ما تمر به العديد من الدول وما كشفته هذه الهجمة التتارية من مزاعم عنترية ، ولنعتبرها فرصة فريدة قد لن تتكرر لكي نستعيد الريادة ونكون قادرين علي تصدير الحضارة الي العالم ويكون لنا دور حقيقي مستمر في حماية العالم من شرور الطامعين والجاحدين بحق الشعوب في أن تحيا في سلام وتسامح وامان ونماء.

جريدة الجمهورية

19/4/2020