التخطيط والتنفيذ و المشروع اللذيذ

التخطيط والتنفيذ و المشروع اللذيذ

يا صاحب الأفكار البيزنسية و صاحب الأحلام الإستثمارية ويا من أنت مقدم على مشروعك الجديد وستجد نفسك بشكل أو بآخر مضطرا لأن تتعامل مع ما يسمى بالتخطيط وأنا وأنت نعرف بالتأكيد أنك الآن في مرحلة غاية في الأهمية ودعني أصدقك القول أنها تمثل بدايتك الحقيقية مع مشروعك وأقصد بهذه البداية بدايتك أنت شخصياً فكونك صاحب أفكار مشروعاتية إبداعية سيضاف إلى سيرتك الذاتية تحت الصفات الشخصية وكونك اقتنعت و آمنت ونفذت دراسة جدوى كاملة لمشروعك فيمكنك تسجيله أيضاً كنقطة هامة من صفاتك الشخصية . ولكنك من الآن وبدءاً من هذه المرحلة فإن كنت تمتلك صفة حب التخطيط والاقتناع بضرورة التخطيط وعمل خطط قبل الشروع في أي شئ سوف لن يكفى فنجاحك في إتمام دراسة الجدوى لن يكون بأهمية وخطورة نجاح أو فشل خططك لنجاح المشروع !!!!!!

فماذا تظن نفسك فاعلاً بمشروعك دون أن تخطط لكل كبيرة وصغيرة فيه ؟ صحيح أن المستقبل بيد الله ولكن الله أعطانا العقل والعلم وطلب منا أن نتفكر ونتأمل ونفقه كل شئ ولهذا فقد وجب عليك أن تقف قليلاً أمام هذه المرحلة لتبدأ في ترتيب جميع أفكارك وخطواتك ومراحل مشروعك فكيف ستبدأ هذه المرحلة ” التخطيط”

أولاً دعنا نلقى بعض الضوء على المصطلح ومعناه ، هل التخطيط هو الخطة ؟ بالطبع لا …..!

وهذا على عكس ما يفهمه الكثير من الناس فالتخطيط عبارة عن عملية مستمرة ومتواصلة ومترابطة ومتطورة أما الخطة فهي عبارة عن تحديد زمني لتحقيق أهداف معينة من خلال مسارات قد سبق تحديدها والتخطيط لها ولكن على ماذا يشتمل التخطيط ؟ ومما تتكون الخطط ؟ إن التخطيط بطبيعته عملية مستمرة وديناميكية ولكنه يتشكل من أكثر من مكون فهناك القائمين على التخطيط ، وهناك الوقت المناسب للتخطيط ، وهناك الأسئلة التي تشكل بمعناها وبإجاباتها قواماً للخطط ، وهناك الهدف من التخطيط والذي يكمن جوهره في الخروج بقوام نظامي من أصل غير ذي قوام أي من أصل فوضوي ، وستجد نفسك قد بدأت في توجيه الأسئلة ، ماذا يجب على أن أقوم به ؟ ثم متى يجب أن أقوم بتلك الأفعال أو الإجراءات ؟ ثم من سيعمل معي لإنجاز هذه الأعمال ؟ ثم ماذا سنحتاج من متطلبات ولوازم ومعدات لإتمام ما قررنا القيام به ؟

انك يا صديقي بهذه الطريقة ستكون قد بدأت في تحديد مهام كل القائمين على المشروع الأمر الذي سيضطرك لوضع معايير ، لتكون منطلقاً وقياساً وتقييماً لأداء الجميع أثناء قيامهم بمهامهم وبالطبع ستكون قد حددت مسبقا” ما هي تلك المهام ، ووضعت مقاييس نجاحها، واحتمالات فشلها .

أعتقد انك قد بدأت تشعر بأهمية التخطيط فقد بدأ ذهنك يعمل بنشاط ويفكر في النواقص والمنسيات ويعمل على تحليلها وتربيطها ببعضها البعض وبدأت تفكر في عملية المدخلات والمخرجات فكلما كانت المدخلات سليمة وواضحة أدى ذلك إلى مخرجات مضمونة إلى حد كبير .

ومن ناحية أخرى فماذا عن الخطة ؟ إن الخطة يا صديقي هي عبارة عن مجموعة من المهام المدرجة على مراحل زمنية لتحقيق هدف ناتج عنها جميعاً ولذلك فانك عندما تبدأ في وضع الخطوط الرئيسية للخطة ستجد نفسك في أول الأمر مضطراً لوضع خريطة الخطوط الرئيسية للخطة ( مراحل المشروع ) وستقوم بتوصيف المهام المطلوب إنجازها وبالطبع ستدرس إمكانيات تنفيذ تلك المهام زمنياً ومكانياً ومادياً وبصورة عامة فان الأمور السابقة ستقودك مبدئياً لتحديد نوع الخطة التي أنت بصدد وضعها فهل هي خطة قصيرة الأجل أم متوسطة أو طويلة الأجل وهذا من ناحية الزمن ، فهناك تقسيماً آخر للخطط مثل هل هي خطة تسويقية ؟ أو خطة إنتاجية ؟ أو خطة مالية ؟ وكلاً من هذه الأنواع لها طبيعة و أهداف وتفاصيل مختلفة وهامة وهناك التخطيط الإستراتيجي وهو قضية مختلفة إلى حد ليس بالقليل وعلى كل ففي كل الخطط ستجد نفسك تخطط لمجموعة من العمليات والأنشطة الرئيسية والمتزامنة مع بعضها أحيانا والمترتبة على بعضها أحيانا أخرى >

بمجرد أن تكون قد انتهيت من مرحلة التخطيط لإقامة وتنفيذ المشروع الذي سبق وان قمت بدراسته فانك من المفترض أن تكون قد امتلكت رؤية واضحة عن المرحلة القادمة وهى تحويل محتويات الأوراق إلى واقع موجود وملموس وهنا تبدأ في الدخول في متاعب المهنة فأنت الآن سوف تبدأ في الاحتكاك الكثيف مع الغير سواء الملاك الذين سوف تستأجر أو تشترى منهم موقع المشروع أو الجهات الحكومية لاستخراج التراخيص اللازمة لسريان العمل بالمشروع وكذلك الضرائب وأيضا موردي الآلات والمعدات والمفروشات والأجهزة والمطابع والمستلزمات المكتبية والمستشارين الماليين والقانونيين والفنيين ومكاتب الديكور والتشطيبات وورش اللوحات و . . . . .الخ وكل هذا في جانب واحد فقط إما على الجانب الآخر فهناك من ينتظرك بفارغ الصبر ألا وهم من يرغبون العمل وينتظرون فرصة يقدمها لهم أحد المستثمرين مثلك وبالتالي فعليك الإعداد الفوري للبحث والتعامل مع جهات ومصادر جيدة لترشيح الجيد من طالبي التوظيف ولكن هذا بالطبع لن يتم قبل أن تعلن عن المواصفات التي سبق وان حددتها للكوادر المناسبة للعمل من خلال هيكل إدارى وتنظيمي سبق أيضا وأن قمت بإعداده .

في الحقيقة لقد بدأت الآن في أول مراحل العمل الشاق والإجراءات الأفقية والرأسية في آن واحد إذ يجب عليك الآن أن تفكر في كل شئ وان تقوم بتنفيذ كل شئ وأن تتابع كل شئ وتستخلص نتائج ورؤى معينة من كل شئ وتتخذ قرارات بشأن كل شئ وكل هذا في آن واحد وزد عليه انك ستتحمل أيضا مسئولية وعواقب كل شئ .!!!

ألا ترى يا صديقي أنه من غير المعقول أن تقوم بإدارة كل شئ دون أن يكون لديك نظاماً متكاملاً للمواصفات والتوصيفات والمعايير والتقييم والمفاضلة بين البدائل حتى تستطيع اتخاذ القرارات الأكثر صحة وفاعلية على المستويات الفنية والاقتصادية والمستقبلية !! ويمكنك أن تتلمس هذا بنفسك فانك بمجرد أن تتحدث عن استجلاب وتوظيف أنماطا مختلفة ممن سيعملون في المشروع فستجد انك يجب أن تحدد اسم الوظيفة الشاغرة وتوصيف العمل بها ( وصف طبيعة الوظيفة – واجبات ومسئوليات المسئول عنها – درجة الوظيفة على المستوى الإداري والمالي – إلى من سيرفع المسئول عنها تقاريره – مواصفات المرشح الذي سينجح في الموافقة على تعيينه بهذه الوظيفة – الأجر الأساسي والبدلات …..) بالإضافة إلى النظام الإداري والمالي والقانوني والصحي والفنى الذي يحكم عمل هذه الوظيفة وغيرها من الوظائف المدرجة على الهيكل التنظيمي والإداري فهناك إجراءات التعيين تحت الاختبار وفترة التدريب والتعيين ( التثبيت ) في الوظيفة على درجة إدارية محددة وهناك نظام الإجازات والعطلات الرسمية وهناك نظام الحوافز والمكافآت والجزاءات بلوائح مستقلة لكل منها وحتى أسباب الفصل من الوظيفة وإجراءاته وشروط إعادة التعيين ومن ناحية أخري هناك نظم التقييم والتدريب التطويري والترقية وإشباع الحاجات المختلفة للعاملين سواء كانت نفسية أم اجتماعية أو صحية وما يتعلق بالابتكار والإبداع وتحقيق الذات ……الخ .

في الواقع وبجدية شديدة إذا لم تكن كل هذه الأمور قد سبق الإعداد لها وتوجد تفصيلات مكتوبة عنها فانك ستكون في حرج شديد عند مواجهة مرحلة بدء تنفيذ المشروع وتحويل الورق إلى واقع ملموس ولا تستكثر ما سبق ذكره فما هي إلا بعض التفصيلات الخاصة بجانب واحد وقد ظهرت بسبب انك قد قمت بالتفكير في اتخاذ خطوة معينة ألا وهى تحديد وظيفة واحدة لاستجلاب من يشغلها ولم تتحدث عن الآلات والمعدات وغيرها …………!!!!

صديقي ….. يجب أن لا تحرم نفسك من أن تطلع على الأساليب والنقاط المحترفة اللازمة للتخطيط والتنفيذ الخاص بخروج مشروعك من على الورق الخاص بدراسة الجدوى وما يليها من فعاليات التخطيط وحتى بدء العمليات الإدارية المستقرة ونكمل كلامنا لما تيجى فرصة تانية.

جريدة البيان