إس إم أس

إس إم أس

لم يدر بخلد من قاموا بثورة يوليو فى اوائل خمسينيات القرن الماضى ان مجرد اعلان الجمهورية وانهاء الملكية سيعنى اننا يجب ان نقف امام انفسنا طويلا لنحدد ما نريد أو على الاقل ما كنا نريده من تلك الثورة ولم يدر ايضا بخلد الشعب المصرى العظيم الذى عشق النموذج الفذ جمال عبد الناصر انه بانتهاء حكمه كان يجب ان يضع النقاط فوق الحروف قبل ان يتفق او يختلف مع السادات الذى اراد ان يذكر هو الاخر فى التاريخ على طريقته الخاصة التى استخدمها فى وضع علامات طريق ادت الى حيرة اكبر من حجم الصدمة الشعبية بوفاة عبد الناصر الذى تعلقت به شعوب ودول واكتملت العجيبة الثالثة بانه لم يدر بخلد المصريين عند سماعهم عبارة بكل سرور التى قالها مبارك عندما عرضت عليه رئاسة مصر بعد السادات انهم يحتاجون وبشدة للوقفة التى لم يقفوها مع انفسهم منذ تحول مصر من الملكية الى الجمهورية ثم جاءت العجيبة الرابعة عند تنحى مبارك كرد فعل للفوران الشعبى المتعدد الزوايا وعودة ميدان التحرير الى الخدمة فى 2011 ليكتشف المصريون انهم امام الوقفة الواجبة التى تجاهلوها ثلاثة مرات للوقوف امام انفسهم ليتفكروا فيما يريدون من انفسهم ومن رئيسهم ومن العالم وماذا يريدون لبلدهم ان تكون . وهذه المرة لم يمهلهم اهمالهم لانفسهم وتكاسلهم عن الدور الذى كان يجب ان يقوموا به تجاه انفسهم وقتا ليستفيقوا من الغيبوبة الحضارية والوقفة المصيرية ليجدوا انفسهم فى سباق محموم لعمل وقفات سريعة الطلقات ما بين فئوية ونوعية ومهنية ولولبية وملتوية وفين يوجعك ياشعب ثم اتت ريح الربيع الغاضب كما سموها لتأتى بالمطامع لتهدم المصانع وتظلم الشوارع وتشعل المنازل على ضوء نيران الفرقة والاختلاف وكأن الشعب المصرى قد خرج ولم يعد الى ان اتت وقفة استراتيجية كانت متوقعة باعلان 3 يوليو ليوفر القدر فرصة ليست نهائية ولكنها متأخرة كثيرا ليستفيق الشعب ويعطى لنفسه فرصة التفكير فى شأنه وشأن بلده ومستقبله على ارضه ومكانته العربية ووضعه الدولى وللحق فقد وجدت نفسى كمواطن انشرح لقدوم الفرصة مرة اخرى كى نثور ونثور بشدة ولكن على انفسنا وليس على الاخر فقد كنت اقولها فى كل محفل عبر الزمن ولم يكن يكترث لى المستمعين واطلقتها واضحة عندما وضعت الاطروحة الكاملة لمؤتمر تطوير الاعلام المصرى الذى اعتقد ان البداية كما كررتها كثيرا هى من قبل الاعلام وليس الامن الاعلام قبل التعليم الاعلام قبل الصناعة فانه ان لم يكن معك صار عليك ان لم يدعم الاستفاقة الشعبية وينادى للوقفة مع النفس ويحفز الناس ويشجعهم على الاستفادة الواقعية من كل المقومات التى حبانا الله اياها ان لم يدعم نشر التفكير العلمى وشحذ الهمم ووقف نزيق الاستهلاك النقدى والتحليلى والنقاشات والمباريات السياسية عبر الشاشات وعلى صفحات الجرائد فلن يكون هناك مستقبل واضح .
ايها السادة دعونا نستفيق ونتوقف قليلا امام انفسنا فنحن امام فرصة قد تكون حرجة بقدر ما هى كبيرة يجب استغلالها لندخل فى ظل قيادة السيسى الحذر جدا سياسيا والمصوب فكريا باتجاه تأمين الموقف الدولى لمصر فى مرحلة اعتقد اننا اذا لم ندرس فيها موقفنا الشعبى تجاه مستقبلنا على ارضا فقد لا يمهلنا القدر لنحظى بفرصة اخرى بنفس مقومات الفرصة الحالية
استفق ايها الشعب القدير وادعم نفسك بنفسك ولا تخلد الى الراحة والتكاسل الفكرى والطناش العام ولا تستلطف كثرة الشكوى والنقد ولا يغرنك المكاسب البرلمانية والمنافسات السياسية واكتشف بنفسك اسباب صمت العلماء والخبراء الحقيقيين الذين يملكون بحق حلولا علمية وعملية يمكن ان تساعدنا جميعا فى ان نستعيد مقومات حضارتنا التى نتشدق بها عبر الاف السنين ولتصبح انشودتنا التى نتغنى بها فى حب مصر كل يوم هى دولة تنمو وشعب يتألق وليكن اهم اهدافنا هو ان نصون كرامتنا بقوة اقتصادنا واحترافنا فى اعمالنا وكفاية بقى سلف ودين ومنح وعطايا ومساندات ومساعدات وخلينا نستفيد من كل ما نملك بس نقف الاول وقفة نفهم احنا عايزين ايه !! الاس ام اس طولت شوية بس حا نعمل ايه الغيبوبة برضه .كانت طويلة شويتين ومستنيينك ايها الشعب العظيم عشان انت اللى حا تدعم اقتصادك مش حد تانى غيرك انت

جريدة روزاليوسف

10/3/2015